نظم المتحف القومى للحضارة المصرية برنامجا ثقافياً لأصحاب الهمم من المكفوفين ،وذلك بمناسبة يوم العصا البيضاء بالتعاون مع إدارة التنمية الثقافية بوزارة السياحة والآثار ، وبمشاركة العديد من الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة البصرية .
جاءت هذه الفعالية بهدف تشجيع المكفوفين على استخدام العصا البيضاء كوسيلة للتحرك ، كذلك نشر الوعي المجتمعي بأهميتها وتوعية المبصرين بالتعامل معهم بالشكل الصحيح .
وأوضح الأستاذ الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف أن العالم يحتفي فى مثل هذا الشهر من كل عام باليوم العالمي للعصا البيضاء، ويسعى المتحف لتوفير بيئة ثقافية وتعليمية مناسبة يتساوى فيها الجميع، بحسب اختلاف قدراتهم الجسدية والحسية،وتقديم أفضل الخدمات من خلال سهولة الوصول وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من أخذ مكانهم المناسب في المجتمع ، كما يسعى المتحف إلى تطوير واستخدام التكنولوجيا الحديثة لمساندة ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة.
من جانبها قالت عزة السيد المسئول عن التربية المتحفية أن الفعالية تضمنت جولة إرشادية للمكفوفين قامت بيها سالي عبد المنعم أمينة المتحف ، عرفوا من خلالها على الحضارة المصرية القديمة بداية من عصور ما قبل التاريخ، وذلك من خلال القطع الأثرية الموجودة ضمن سيناريو العرض المتحفي .
كما تمت الاستعانة بنماذج تحاكي القطع الأثرية داخل قاعة العرض ومنها رأس اخناتون وتمثال الكاهن وايزيس بالزي اليوناني وتمثال لابو الهول،كما تمت الاستعانة بمجموعة من العينات الجيولوجية للأحجار والحفريات.
كما اتيحت التجربة للمبصرين والمكفوفين على حد سواء لتبادل الأدوار والخبرات،حيث تجربة اللمس على نماذج أثرية جهزت بطريقة خاصة تسمح باللمس .
هذا وقامت الدكتورة رشا كمال مدير عام التنمية الثقافية بمكتب وزير السياحة والآثار بتصميم نموذج لكرتوناج المومياوات،وعروسة على شكل مومياء،وقد استخدمت في البرنامج للتعريف بالتحنيط،حيث كشفت أن التعليم التفاعلي يؤكد المعلومة لدي من يتلقاها خاصة الأطفال،حيث أن الوزارة حريصة علي إقامة الفعاليات الثقافية والفنية المختلفة لهم لتنمية وعيهم نحو الآثار.
كما شرح د/ مصطفى إسماعيل مدير مخزن المومياوات و رئيس معمل صيانة المومياوات عملية التحنيط والأسلوب المبتكر الذي تم به نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة .
كما ألقى ايضا أحمد نجيب مسئول برامج الوعي الأثري المكفوفين بالمتحف المصري محاضرة ، قام خلالها بتعريف المبصرين والمجتمع بالتحديات التي تواجه المكفوفين أثناء تحركهم سواء بالعصا أو من غيرها، إلى جانب توعيتهم بأهمية العصا البيضاء لذوي الإعاقة البصرية، وسبب تسمية اليوم بالعصا البيضاء
.
والعصا البيضاء هى وسيلة تعويضية يعتمد عليها المكفوفون، لتحسس الطريق واتقاء الاصطدام بالأجسام أثناء السير بتحريكها إلى الأمام والجانبين، وهى أيضا وسيلة للفت انتباه الناس إلى أن حامل هذه العصا كفيف لمن يريد أن يتطوع لمساعدته ولتنبيه قادة السيارات للوقوف حتى يمر حاملها.
بدأت فكرة العصا البيضاء فى عام 1921 عندما طور «جيمس بيجز» الذى كان يسكن فى مقاطعة بريستول بإنجلترا العصا ليصبح شكلها الشكل الأبيض الجديد، بعدما فقد بصره فى حادث قضى على عينيه، فكان عليه أن يتعايش مع بيئته الجديدة، وكان يشعر بالفزع من الناقلات البخارية المارة حول مسكنه، فطلى عصاه باللون الأبيض، فانتبه قائدو السيارات إليه وخاصة فى الليل وحرصوا على مساعدته، وصارت العصا أكثر وضوحا لهم، وشعر بالفرق الواضح، وفى عام 1930 طور «جورج ليون» في أمريكا شكلها حيث جعل الطرف السفلي للعصا لونه أحمر لتكون مميزة، وعام 1931 توصل «د. هيربي مومنت» إلى طريقة للمشى بالعصا تدرس وتعلم فى فرنسا، ثم انتشر هذا الحدث في الجرائد البريطانية مما ساعد على انتشار الفكرة إلى الآن .
كما شهدت الفعالية نشاط فني حيث تم عمل نماذج علامة العنخ من خامات مختلفة كما قام إحدى المكفوفين إلقاء قصيدة شعر والغناء لسيد درويش .