سيتي الأول (من ماعت رع)
ابن رمسيس الأول وسيت رع
عصر الدولة الحديثة، الأسرة التاسعة عشرة
حكـم الملـك (سـيتي الأول) ابـن الملـك (رمسـيس الأول) -مؤسـس الأسـرة التاسـعة عشـرة- مصـر لمـدة واحـد وعشـرين عامـًا علـى الأقـل. حيـث كان خلال الفترة السـابقة علـى الحكـم ضابطـًا في الجيش مثـل والده، وبعـد أن أصبح ملـكًا قـاد حملات مختلفـة فـي ليبيا والشـام؛ لإعـادة فرض السـيطرة المصريـة فـي الخـارج. كان الملـك سـيتي الأول أول ملـك مصـري يخوض معركـة ضـد (الحيثييـن) – والتي كانت القـوة العظمـى الجديدة في الشـرق الأدنى- وتم تسـجيل هـذه الأنشـطة والانتصـارات العسـكرية ببراعـة شـديدة فـي معبـد آمـون بالكرنـك. أمـر الملـك سـيتي الأول بتنفيـذ العديـد مـن مشـاريع البنـاء الكبـرى، سـواء فـي الكرنـك أو أبيـدوس، كمـا شـيد معبـدًا جنائزيـًا بالبـر الغربـي لطيبـة. وفي عهـده بدأ تصوير مشـاهد المعـارك علـى نطـاق واسـع علـى جـدران المعابـد المصريـة، كطريقـة للدعايـة السياسـية والإعلان عن قـوة الملك. يرجع إلـي عهـد الملـك أقـدم خريطـة جيولوجيـة فـي العالـم، وهـي مسـجلة علـي بردية – محفوظـة حاليا فـي (تورينو(- حيـث تصـور تلـك البرديـة منطقـة مناجـم الذهـب بــ (بيـر أم فواخيـر) و (وادي الحمامـات). كانـت زوجتـه الرئيسـة هـي الملكـة (تويـا) ابنـة قائـد عجلـة حربيـة كبيـر يدعـى (رايـا)، وأنجـب الزوجـان ثلاثـة أطفـال، أحدهـم هو الملك رمسـيس الثانـي (العظيـم) خليفته في الحكـم.
تعـد مقبـرة الملـك سـيتي الأول فـي وادي الملـوك (KV 17 ) واحـدة مـن أفضـل وأجمـل المقابـر الملكيـة، حيـث تحتفـظ مناظـر جدرانهـا بألوانهـا الزاهيـة، بمـا فـي ذلـك اللـون الأزرق الداكـن؛ تقليدا لسـماء الليل الذي ظهر على بعض الأسـقف. عثـر علـى ممـر قديـم غيـر مزيـن فـي الجـزء الخلفـي مـن حجـرة الدفـن، يمتـد لمسـافة 5.173م، ولكن تم تـرك العمل بالممـر عندمـا مـات الملـك.