أمنحتب الثاني

صعـد (أمنحتـب الثانـي) العرش في الثامنة عشـرة من عمره  تقريبـًا- ربمـا كوصي مشـترك مـع تحتمس الثالـث -وحكم لمـدة سـتة وعشـرين عامـًا علـى الأقـل. كان الملـك أمنحتب الثانـي الأكثـر طـولاً من بين أسـرته، يتباهـى ببراعتـه الرياضية، وغالبـًا مـا يمثـل نفسـه وهـو يـؤدي تدريبـات رياضيـة تعكس القـوة والمهـارة، حيـث كان يذكـر أنـه رياضي عظيـم، يتمتع بقـدرة كبيـرة في قيـادة العجلات الحربيـة، وأداء مذهل في رياضـة القوس والسـهم.

تـم العثـور علـى لوحة مهمـة من عهده في معبده شـمال شـرق أبـي الهـول فـي الجيـزة، والتـي تنـص علـى شـغفه بالخيـول. ويرِوي لنـا قصـة مهمـة حـذره فيهـا حراسـه – كأميـر شـاب- مـن خطـورة ركوبـه الحيوانـات كبيـرة، لكـن والـده الملـك الـذي كان سـعيدًا بشـجاعته، قـدم لـه عـدة خيـول كهديـة، وجعلـه مسـؤولًا عـن الإسـطبلات.

حافـظ الملـك أمنحتب الثانـي على حـدود الإمبراطورية التي عززهـا والـده، وقـام بشـن حملات فـي بلاد الشـام والنوبـة، بغـرض تأميـن الثـروة والقـوة لمصـر. وقـام الملـك بالعديـد مـن المشـروعات الإنشـائية، حيـث قـام بعمـل توسـعات بالكرنـك المخصـص لمعبـود الدولـة العظيـم (آمـون) وأمر بتوسـيع العديـد مـن المعابـد الأصغـر. كان الملـك أمنحتـب الثانـي متزوجـًا مـن أختـه (تـي عـا(، التـي أصبحـت والـدة الملـك التالـي (تحتمـس الرابـع)، كمـا  أنجبـا أطفـالًا آخريـن. وتـم العثـور علـى موميـاء الملـك، التـي تكشـف عـن أنـه توفـي عن عمـر يناهز خمسـة وأربعيـن عامًا داخـل تابـوت مـن الكوارتـز فـي مقبرتـه فـي وادي الملـوك، وقـد أعيـد لفـه ووضعـه داخـل تابـوت بديـل مـن الكارتونـاج مـن قبـل كهنـة الأسـرة الحاديـة والعشـرين.