رمسيس الثالث (أوسر ماعت رع مري آمون)
ابن ست نخت وتي ميرني ست
عصر الدولة الحديثة، الأسرة العشرون
بعـد وفـاة الملـك (سـابتاح) والملكـة (تاوسـرت) آخـر حـكام الأسـرة التاسـعة عشـرة، انتقـل عـرش مصـر إلـى ملـك يدعى )سـت نخـت) الـذي كانـت أصولـه غامضـة، وإن كان علـى عالقـة بالـدم الملكـي للرعامسـة. حكـم الملـك سـت نخت لبضـع سـنوات فقـط، ثـم خلفـه ابنـه الملـك (رمسـيس الثالـث)، والـذي يعتبـر آخـر (الملـوك المحاربيـن) العظماء في الدولـة الحديثـة.
خـاض الملـك (رمسـيس الثالـث) – علـى مـدار حكـم دام اثنيـن وثلاثيـن عامًا – عـدد مـن المعـارك البـارزة، حيـث عـرف عنـه مهارتـه الكبيـرة فـي فنـون الحـرب. وتميـز العقـد الأول مـن حكمـه بمعـارك ضـد الليبييـن وشـعوب البحـر، الذيـن احتشـدوا عنـد مصـر؛ نتيجـة قلاقـل واضطرابـات سـكانية بمنطقـة البحـر المتوسـط. أمضـى الملـك رمسـيس الثالـث سـنواته الأولـى منشـغلا بإرسـاء الوضـع السياسـي الداخلـي فـي مصـر، فـي أعقـاب الارتبـاك السياسـي الـذي حـدث فـي العهـود السـابقة، وبنـى معبـده الجنائـزي الكبير فـي مدينة )هابـو)، حيـث سـجل علـى صروحـه انتصاراتـه العسـكرية.
وتكشـف برديـات هـذا العهـد عـن صعوبـة الوضـع الاقتصـادي؛ الـذي تفاقـم بسـبب نفقـات حـروب الملـك ضـد الغـزاة. فتشـير إحـدى البرديـات إلـى أن أول إضـراب عمالـي مسـجل، قـام بـه الحرفيـون الملكيـون فـي منطقـة (ديـر المدينـة)؛ بسـبب حرمانهـم مـن أجورهـم.
علـى الرغـم مـن الانتصـارات والإنجـازات العظيمـة التـي حققهـا الملـك رمسـيس الثالـث، فقـد وقع ضحيـة لمؤامرة دبرتهـا زوجتـه الثانوية (تي)؛ مـن أجل تنصيب ابنهـا (بينتاؤور( علـى العـرش. فتخبرنـا العديـد مـن البرديـات عـن هـذه المؤامـرة التي عرفت باسـم (مؤامـرة الحريم)، والتي شـارك فيهـا العديـد مـن الضبـاط، وأفراد من بلاط الحريـم الملكي ومسـؤولو المحكمـة العليـا. ليـس مـن الواضح مـن البرديات التـي سـجلت محاكمـات المتآمريـن إن كانـت المؤامـرة نجحـت أم لا. لكـن أظهـرت صـور الأشـعة المقطعيـة التـي أجراهـا مشـروع الموميـاوات المصري بوضـوح، أن حْلق الملك قـد تـم قطعه من الخلـف. كما أكد تحليـل الحمض النووي أن الرجـل المجهـول (E) (الموميـاء الصارخـة الموجـودة أيضًا فـي خبيئـة الديـر البحـري)، كان ابـن الملـك رمسـيس الثالـث، والـذي يمكـن أن يكـون هـو نفسـه الأميـر بينتـاؤور.
دُفن الملـك فـي البدايـة فـي المقبـرة (KV11 ) وهي في الأصـل مقبـرة والـده الملـك (سـت نخـت) المهجـورة، والـذي تـم اسـتعادة موميائـه مـن قبـل الكهنـة فـي وقـت لاحـق، وانتهـي بـه المطـاف فـي النهايـة إلـى خبيئـة الديـر البحـري.